کد مطلب:187339 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:219

و سلاحه البکاء (35)
خف عبدالملك لاستقبال شاب لم یبلغ العشرین بعد، یحمل معه خطة الخلاص...

كان الاستقبال حافلا... وقف علیة القوم یتطلعون الی وارث الأنبیاء.

كان الخلیفة علی أحر من الجمر لسماع ما یحمله محمد عن أبیه.

نظر الی ضیفه باجلال و فی عینیه سؤال كبیر.

ابتسم محمد و قال:

- الرأی أن تبعث له برسالة تستمهله فیها مدة من الزمن...

- ثم؟!

- ثم اجمع ما استطعت من الذهب و الفضة.

- و بعد؟

- و ابدأ بصك الدرهم و الدینار... ولیكن فیها شعار الاسلام.. قل هو الله أحد و محمد رسول الله..

- و بعد!



[ صفحه 134]



- فاذا فرغت من ذلك امنع تداول النقد الرومی و اعرض النقد الاسلامی بدلا عنه.. و سن لذلك العقوبات لمن یخالف ذلك.

كان «روح» یصغی باعجاب لما یسمع فتمتم فی نفسه:

- الله أعلم حیث یجعل رسالته.

انطلقت فی الصباح الباكر خیول بلق، تنهب المسافات الی المدن و الحواضر، تحمل رسائل متشابهة بالغة السریة.

شهدت أسواق الذهب و الفضة حركة غیر عادیة... و كانت الحلی الذهبیة تختفی شیئا فشیئا... و النسوة یبعن أقراطهن و قلائدهن مقابل مبالغ مغریة.

و نشأت معامل لصك الدنانیر الذهبیة.. و بدأ العمل بانتاج النقد الجدید و ظهر لأول مرة فی التاریخ الدینار الاسلامی یتألق یحمل نداء التوحید و شعار الرسالة المحمدیة.

ودع محمد مدینة دمشق بعد أن اطمأن الی زوال الخطر... كان یحمل معه نماذج من النقد الجدید، و فیها نقوش تشیر الی مرور اربعة و سبعین سنة علی بدء التاریخ الهجری و قیام الدولة الاسلامیة.

وقف عبدالملك یشیع ضیفه بنظرات متأملة فیها حذر و قلق بدأت تساوره من ابناء علی... فهؤلاء یمثلون القمة فی كل شی ء...حتی الشباب منهم. انه لن ینسی جلوسه مع «محمد» جلسة التلمیذ فی حضرة استاذه... لم تشفع له ابهة الملك أمام هیبة ابن علی...

سیبقی علی و ابناؤه هاجس الملوك علی مر الأیام.



[ صفحه 135]



غاب الضیف عن الأنظار، و انكفأ الخلیفة نحو أروقة قصره المنیف و هو یفكر فی رسالة الحجاج التی بعثها الیه قبل شهور.

كما یطرد المرء ذبابة حطت علی أنفه طرد عبدالملك فكرة قتل «ابن الحسین» و تمتم فی نفسه:

- لا.. لا.. كفانی ما سفكت من الدماء..

نظر الی أكیاس طافحة بالدنانیر الاسلامیة فشعر بالثقة تملأ نفسه...

استدعی كاتبه لیسطر له ردا قویا یلیق بدولة الاسلام الی جوستنیان الثانی... ردا یحطم غروره الی الأبد؛ و أرفق مع رسالته نقودا اسلامیة.



[ صفحه 136]